العود الهندي والعود الخيطي هما اثنان من أشهر الأشجار التي يستخرج منها خشب العود.

يكون لون الخشب من الداخل فاتحاً ذو رائحة خفيفة في الأشجار السليمة، وعندما تصبح الشجرة مصابة بالعدوى فإنها تتفاعل وتنتج سائل صمغي عطري.

يمكن أن يحدث هذا عندما يتم تقشير اللحاء أو عندما تتغذى عليه الخنافس، أو عن طريق العدوى من الطفيليات مما يسبب التغييرات الفيسيولوجية والكيميائية اللازمة لتكوين خشب العود.

يحتوي السائل الغامق على رائحة عطرية قوية والتي تخترق الخشب من الداخل، مما يغير لونه ورائحته.

في الغابات الطبيعية تُصاب حوالي سبعة من كل مائة شجرة لها النوع وتُنتج هذا السائل، ولكما كبرت الشجرة في العمر كلما كان السائل العطري أكثر وفرةً وتشعباً، مما يجعله مناسباً لاستخلاص دهن العود المرغوب فيه.

ومع رائحة العطر القوية والفاتنة، يقول بعض الناس أنه ينقلهم إلى وقت آخر عندما يشمونه، وبالنسبة للبعض هو كالشعور بالراحة والاطمئنان عند لقاء أحد الوالدين، أو كالتذكير بمنزل العائلة، في حين يشعر الآخرون بالهدوء والسلام والاستسلام.

ويعتبر المنتج الأغلى الغير الخشبي في العالم بسبب هذه الخصائص، فضلاً عن استخدامه في الطب واستخدامه كزيت علاجي أساسي.

تحتفظ بعض العائلات بقطع من خشب وهي العود في منازلهم، وغالباً ما يتم نحتها من أشجار عمرها مئات السنين، وتعتبر مورثة لتمريرها للأجيال القادمة، أفادت العائلات بأنها عرضت مئات الآلاف من النقود مقابل هذه الأخشاب.

أُستخدم خشب العود منذ آلاف السنين، حيث كان الناس قادرون على تسجيل تاريخهم، وورد ذكره في العديد من النصوص الدينية بما في ذلك القرآن الكريم.

مزيج من العنبر والفانيليا والمسك مع البلسم يجعل رائحة خشب العود مثالية للبخور، وقد استخدم في الاحتفالات في جميع أنحاء العالم لسنوات عديدة.

تعتقد العديد من الثقافات الآسيوية أن تنفس دخان خشب العود أثناء احتراقه يمكن أن يساعد في التأمل والاسترخاء.

رائحته أيضاً ممتازة تضفي على جسدك وملابسك رائحة غنية يمكن أن تدوم حتى بعد الاستحمام .

يُعطر الرجال لِحاهم بينما تستخدمه النساء في تعطير شعورهن بحيث تبقى الرائحة معهم طوال اليوم.

موطن أشجار العود في الهند، تايلاند، فيتنام، الصين، كمبوديا، بورنيو، لاوس، باكستان، إندونيسيا، بورما، غينيا الجديدة، ماليزيا، الفلبين.

وهناك سبعة عشر نوعاً من أشجار العود وٌجدت في العالم ولكن تسعة منها فقط تنتج السائل الصمغي العطري عند الاستجابة لعدوى الفطريات.

أصبحت الأشجار التي تنتج السائل العطري نادرة في البرية منذ أن تم حصادها بشكل مفرط، لذلك تم إنشاء مزارع في عدد من البلدان، يشعر أصحابها بأنهم يساعدون على إنقاذ أنواع أشجار العود المختلفة في الغابات من خلال الحفاظ عليها مع زراعة المزيد منها.

وبذلك تتم حماية الأشجار في الغابات ويمكن لها النمو مرة أخرى.

تعتمد هذه المزارع على الإنتاج المحفز لخشب العود باستخدام تقنيات التلقيح لأكثر فأعلى.

معبد Wat Bang Kradan

تعتبر شجرة خشب العود الموجودة داخل حدود هذا المعبد بالقرب من الحدود الكمبودية ذات قيمة عالية حيث قامت اليابان بطلب لشرائها، والتي تم رفضه، بقيمة تبلغ ثلاثة وعشرين مليون دولار.

بعمر مائتي عام، تعد أقدم أشجار العود المعروفة ويعتقد أنها تحتفظ بأعلى وأندر درجات خشب العود الثمينة، مما يجعلها أغلى شجرة في العالم، فلديها حارس أمن مسلح لحمايتها من الحصاد غير المشروع.

بمجرد أن يتم حصاد خشب العود، يجب معالجته لعمل مجموعة متنوعة من المنتجات.

يتم تصنيف الخشب على أساس عمق اللون والرائحة، ويمكن استخراج دهن العود باستخدام التقطير بالماء أو البخار.

بعدما يتم تقطير دهن العود، فإنه يصبح جاهز للتعبئة والبيع من قبل موزعين متخصصين في جميع أنحاء العالم ليتمتع به عشاق العود في كل مكان.

مورد طبيعي نادر وثمين دام لمدة طويلة من الزمن، يمتاز بامتلاكه الكثير من العطور مع رائحة تمتد لمدى بعيد.


اكتشاف المزيد من ثقافات العطور

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.